تقع راشيا الوادي في محافظة البقاع وتحديداً في قلب “وادي التيم” عند سفح جبل حرمون أو المعروف أيضًا بجبل الشيخ. تتميز راشيا بموقعها الخلَاب، وبيوتها الحجرية المسقوفة بالقرميد الأحمر التي ما زالت تحافظ على طابعها التقليدي حتى اليوم.
فإن كنت تبحث عن الابتعاد عن صخب المدينة، وعيش تجربة الحياة القروية التقليدية، أو الإستمتاع باستكشاف المواقع التاريخية، وتذوّق المنتجات المحلية ففي هذه البلدة ستجد حتمًا مبتغاك.
تعني لفظة راشيا في السريانية ” القمة ” وسميت راشيا بهذا الاسم توافقا ً مع موقعها الجغرافي المنحدر فوق هضبة عالية . ودعيت براشيا الوادي نسبة الى وادي التيم وتمييزا ً لها عن جارتها الجنوبية راشيا الفخار.
تاريخ راشيا
كانت راشيا محطة استوطنها الرومان ومن بعدهم الصليبيون ولهم البرج الصليبي في قلعة راشيا وما تلاهم من تعاقب لحكام وممالك أبرزهم على الإطلاق حكم الأمراء الشهابيين لمنطقة وادي التيم الذين استقروا فيها منذ سنة 1183 وكان معقلا لحكمهم في العهدين الصليبي والمملوكي. والأمير بشير الشهابي الأول هو من راشيا.
يرتبط تاريخ راشيا الوادي المعاصر باستقلال لبنان في الثاني والعشرين من تشرين الثاني 1943، وخروج قوات الانتداب الفرنسية عن أراضيه، وذلك بعد أحد عشر يوماً من اعتقال عدد من القيادات الوطنية في زنزانات منفردة في قلعة البلدة التاريخية، وعلى رأسهم رئيسا الجمهورية والحكومة آنذاك بشارة الخوري، ورياض الصلح، والوزراء: كميل شمعون، وسليم تقلا، وعادل عسيران، والزعيم الطرابلسي عبدالحميد كرامي، ما دفع اللبنانيين، شعباً وقيادات وأحزاباً، إلى انتفاضة عارمة انتهت بإطلاق المعتقلين، واعتراف الحكومة الفرنسية باستقلال لبنان الكامل والناجز.
راشيّا الوادي ، مركز قضاء راشيّا الذي يحمل اسمها ، تقع على متوسّط ارتفاع 1,200 م. عن سطح البحر ، وعلى مسافة 85 كلم عن بيروت عبر شتورة ـ المصنع . مساحة أراضيها 6700 هكتار ، زراعتها : كرمة وتين وكرز وخوخ وأشجار مثمرة أخرى وحنطة وحبوب على أنواعها. كذلك فإن راشيا تتمتع بتنوع بيئي طبيعي ومناخي مميز, حيث تبدأ أراضيها بارتفاع يبلغ ألف متر عن سطح البحر وتنتهي في قمة جبل الشيخ التي يبلغ ارتفاعها 2814 مترا.
راشيا و الاستقلال
يرتبط تاريخ راشيا الوادي المعاصر باستقلال لبنان في الثاني والعشرين من تشرين الثاني 1943، وخروج قوات الانتداب الفرنسية عن أراضيه، وذلك بعد أحد عشر يوماً من اعتقال عدد من القيادات الوطنية في زنزانات منفردة في قلعة البلدة التاريخية، وعلى رأسهم رئيسا الجمهورية والحكومة آنذاك بشارة الخوري، ورياض الصلح، والوزراء: كميل شمعون، وسليم تقلا، وعادل عسيران، والزعيم الطرابلسي عبدالحميد كرامي، ما دفع اللبنانيين، شعباً وقيادات وأحزاباً، إلى انتفاضة عارمة انتهت بإطلاق المعتقلين، واعتراف الحكومة الفرنسية باستقلال لبنان الكامل والناجز.